أعلن الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أمس عن بدء تطبيق النموذج المدرسي الجديد في مدارس الإمارة في رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، كمرحلة أولى ضمن مشروع يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، وأحد أهم مشاريع استراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي، ويهدف إلى إعداد وتأهيل الطلبة والمعلمين وتطوير البيئة التعليمية والمرافق والمنشآت المدرسية والصفوف الدراسية والإدارة المدرسية وتوسيع مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية .
وأوضح الخييلي في “منتدى بداية” الذي نظمه المجلس أمس بمركز أبوظبي الدولي للمعارض بحضور حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، ونحو 6 آلاف من العاملين بالهيئتين الإدارية والتدريسية في إمارة أبوظبي، وعدد من كبار المسؤولين، حيث انه وللمرة الأولى يجتمع فيها هذا العدد الكبير من التربويين تحت سقف واحد، بأن النموذج المدرسي الجديد يشتمل على وضع مناهج دراسية جديدة، واستحداث أساليب ووسائل تعليمية مبتكرة لتقديم الدروس إلى الطلبة، بغرض تحسين مستوى أدائهم من خلال تعزيز ما لديهم من مهارات التواصل والتفكير النقدي وحل المشكلات، بالإضافة إلى تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية والتراث الوطني في نفوسهم، بما يؤدي إلى إعداد وتأهيل مواطنين إيجابيين .
وقدم الخييلي في بداية المنتدى شرحاً مفصلاً عن استراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي 2009 / 2018 التي أطلقها المجلس خلال العام الدراسي الماضي والأسباب التي دفعت المجلس لإطلاق هذه الاستراتيجية، أهمها مخرجات تعليمية ضعيفة في المدارس الحكومية، مدارس خاصة متواضعة، مبان ومرافق مدرسية غير مناسبة، وعدم الربط بين الأهداف والمناهج الدراسية، وكذلك عدم الربط بين تخصصات الخريجين واحتياجات سوق العمل، ومحدودية أنشطة البحث العلمي، حيث جاءت الاستراتيجية لتعالج هذه الأسباب، وتستهدف تحقيق مخرجات تعليمية تواكب أعلى المعايير الدولية من خلال تطوير مستوى التعليم في مدارس القطاعين الحكومي والخاص، بما يحسن أداء الطلبة ويؤهلهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي سواء داخل الدولة أو خارجها من دون صعوبات .
وتحدثت في المنتدى الدكتورة لين بيرسون مديرة إدارة التعليم المدرسي بالمجلس عن النموذج المدرسي الجديد، أشارت من خلاله إلى العناصر الرئيسية التي يتضمنها النموذج والفترة الزمنية التي سيتم تعميم النموذج خلالها على جميع المراحل الدراسية بمدارس إمارة أبوظبي، وهي 6 سنوات بدءاً من مرحلة رياض الأطفال والصفوف من الأول، حتى الثالث الابتدائي، ثم يتواصل مع المراحل الدراسية الأخرى خلال السنوات القادمة، موضحة أنه جاء لخدمة الطالب باعتباره أساس ومحور العملية التعليمية، ويركز على التعليم ثنائي اللغة للطلبة “العربية والإنجليزية”، من خلال استخدام وسائل وأساليب تدريس حديثة ومتنوعة، وجاذبة للطالب والمعلم على حد سواء، كما يعتمد النموذج على الاستعانة بمصادر تعلم جاذبة ومتنوعة وأساليب تقييم حديثة للطلبة، ويتضمن أيضاً توفير المرافق والمنشآت المدرسية المتميزة للطلبة، وفق أفضل المعايير العالمية، وتزويد البيئة التعليمية بأحدث وسائل وأساليب التكنولوجيا، وإجراء الاستعدادات اللازمة لضمان صحة وسلامة الطلبة وتوفير أنواع الرعاية كافة لهم .
وأكدت بيرسون على أهمية دور المعلمين في تطبيق النموذج وتوفير عوامل نجاحه في الميدان التربوي، حيث تنقسم المعايير المهنية للمعلمين التي وضعها وأقرها مجلس أبوظبي للتعليم إلى أربعة مجالات هي: الأداء المهني والمناهج والصفوف الدراسية والمجتمع المحلي، مشيرة إلى أنه سيتم توفير البيئة التعليمية بالشكل الذي يتيح للطلبة اكتساب المهارات والقدرات والمعارف الجديدة من خلال استخدام الأساليب القائمة على الاستكشاف والتجارب، كما يتم التركيز أيضاً على اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لضمان صحة وسلامة الطلبة، وتوفير العناصر اللازمة لضمان تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة للطلبة وإتاحة الملاعب والقاعات الرياضية والاجتماعية والثقافية والمساحات المناسبة داخل المدرسة وخارجها بما يسمح بتطوير المهارات البدنية والاجتماعية لدى الطلبة، كما ستحل مراكز مصادر التعلم محل المفهوم القديم للمكتبات المدرسية، وتم تصميم هذه المراكز بحيث تكون بيئة جاذبة للطلبة ومحفزة لهم على الاستفادة من المصادر التعليمية التي تم اختيارها بعناية كبيرة وتوفيرها للطلبة، لكي يستفيدوا منها في اكتساب المعارف والمعلومات .
وتحدث محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بالمجلس عن الاستعدادات التي قام بها المجلس للعام الدراسي الجديد 2010/،2011 مشيراً إلى عمليات دمج المدارس التي قام بها المجلس خلال العام الحالي، بهدف الاستفادة المثلى من المرافق المدرسية القائمة والجديدة والتي تتميز بسعة أكبر ويمكنها استيعاب أعداد أكبر من الطلبة تصل إلى 1200 طالب، وتتوفر فيها الشروط والمعايير التي وضعها المجلس للنهوض بقطاع التعليم في إمارة أبوظبي ومن أهمها البيئة التعليمية المحفزة للتعلم .
واشار الظاهري إلى أن المجلس بصدد استلام 11 مدرسة جديدة قبل بداية العام الدراسي الجديد في مناطق الإمارة الثلاث أبوظبي والعين والغربية، ويجري العمل على بناء 15 مدرسة جديدة خلال العام القادم، منها 12 مدرسة في العين و3 مدارس في أبوظبي، وتناول في حديثه للمعلمين عمليات توزيع الكتب وأعمال الصيانة والتقنيات الحديثة في المدارس وغيرها من الاستعدادات التي قام بها المجلس طيلة فترة الصيف لتأمين انطلاقة ناجحة ومستقرة للعام الدراسي الجديد .
وأشارت الدكتورة نجلاء الرواي مديرة مشاريع بإدارة التخطيط الاستراتيجي عن برامج التطوير المهني التي وضعها المجلس لدعم والارتقاء بمستوى الطاقم التعليمي لديه، من أجل تحسين المخرجات التعليمية للطلبة بما يواكب أعلي المعايير العالمية، موضحة أن آخر الدراسات العلمية في مجالات التدريب والتطوير المهني أثبتت أن المدرسين وجميع العاملين بالميدان التربوي يتطورون بصورة أسرع، وبمردود أكبر إذا ما توفر لهم التدريب والدعم الكافيين في مكان عملهم نفسه، مشيرة إلى أن هذه هي بالذات غاية وهدف مجلس أبوظبي للتعليم، وهو توفير التطوير المهني والتدريب لكل الكوادر في مكان عملهم وبصفة يومية .
28 مركزاً للتطوير المهني
أبوظبي - “الخليج”:
يشارك جميع معلمي رياض الأطفال والرياضيات (الحلقة الأولى) والعلوم والدراسات الاسلامية والاجتماعية واللغة العربية، بدءاً من العام الدراسي الحالي في التطوير المهني بمراكز التدريب الإقليمية المنتشرة في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، البالغ عددها نحو (28) مركزاً، منها 10 في مدينة أبوظبي، و12 في العين، و6 مراكز في المنطقة الغربية، حيث تبدأ التدريبات في الأسبوع الأول من كل شهر طيلة العام الدراسي من الساعة التاسعة صباحاً، وتنتهي في الثانية ظهراً، وقد راعى المجلس احتياجات الكوادر التعليمية المختلفة عند وضع برنامج التطوير المهني الذي يتسم بالمرونة والتكيف حسب اختصاص المعلم، ومن المقرر ان يعمل المعلمون أثناء التدريب على البرنامج الجديد “التدريب على البداية الصحيحة”، حيث يشتمل على نماذج التطوير المهني في مجالات البيئة الطبيعية، وبناء البيئة الإيجابية والتواصل مع أولياء الأمور والأسابيع الأولى من الدراسة .
خطوات تطويرية سريعة
أبوظبي - “الخليج”:
قال الدكتور مغير الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم في استعراضه المفصل لاستراتيجية تطوير التعليم في إمارة أبوظبي 2009/ ،2018 التي أطلقها المجلس خلال العام الدراسي الماضي، إن تطبيق النموذج المدرسي الجديد يصب في اتجاه تحقيق رؤية القيادة الرشيدة ،2030 التي تركز على ان ينتقل اقتصاد أبوظبي من الاعتماد بما معدله 60% على النفط، إلى الاعتماد على نسبة 40%، مشيراً إلى أن إمارة أبوظبي تخطو اليوم خطوات متسارعة نحو التطوير في مجال التعليم، حيث أصبحت مقراً لمنظمات عالمية مثل “ايرينا” وتقوم بمشاريع عملاقة منها مشروع “مصدر”، وأن دورنا كنظام تربوي وتعليمي، ينبغي أن يواكب التعليم العالمي، وخلق الإنسان المنتج، لافتاً إلى أن الاقتصاد المعرفي يعتمد على الإنسان، لذلك يجب الاهتمام بتعليم الأبناء الذين سيصبحون باحثين ويدرسون في جامعات عريقة .
...................... الخليج ..................
الأحد سبتمبر 26, 2010 10:00 am
